Page 76 - web
P. 76

‫موضوع العدد‬                                                                                                 ‫مقالات وآراء‬

‫أعمـال القتـل والسـرقة والنهـب وخطـف الأطفـال‬           ‫العنيـف والمنظـم‪ ،‬فضل ًا عـن رغبـة «داعـش»‬          ‫بفتوى جهاد الاحتطاب؟ وما مخاطرها المحتملة‬
‫والنسـاء وأخـذ الرهائـن بهـدف استرقاقهم‪،‬‬                ‫في إشـاعة الجريمـة وتقويـض الأمـن والسـلم‬           ‫على الأمـن والاسـتقرار العالمـي؟ وأيـن تكمـن‬
‫وذلـك نظـ ًرا لكـون عائـدات ومتحصلات تلـك‬               ‫العالميين‪ .‬فهـذه الفتـوى التحريضيـة‪ ،‬حسـب‬           ‫تقاطعـات الجريمـة والإرهـاب في هـذا التحـول‬
‫الجرائـم الخطرية سـتعود خالصـة‪ ،‬وبـدون‬                  ‫تقعيدهـا النظـري‪ ،‬كانـت ولا تـزال موجهـة‬
                                                        ‫بشـكل خـاص للأفـراد والمجموعـات الصغرية‬                 ‫المسـتجد في تكتيـكات التنظيـم الإرهابـي؟‬
        ‫قسـمة‪ ،‬إلى مرتكبيهـا مـن المقاتلين‪.‬‬             ‫وغري المنظمـة (الذئـاب المنفـردة) التـي تتألـف مـن‬  ‫الكثري مـن المهتمين بقضايـا الإرهـاب والتطـرف‬
‫ولعـل مـن مخاطـر هـذا التحـول الـذي عرفتـه‬              ‫المقيمين والعابريـن لـ«ديـار الحـرب»‪ ،‬أي مختلـف‬     ‫اعتبروا فتـوى «جهـاد الاحتطـاب» بمثابـة ضـرب‬
‫تكتيـكات تنظيـم داعـش‪ ،‬أنـه يمنـح للذئـاب‬               ‫دول العالـم باسـتثناء الأقاليـم التـي تتبـع أو‬      ‫جديـد مـن ضـروب «الإرهـاب الملتحـف بـرداء‬
‫المنفـردة هام ًشـا كبر ًيا للتحـرك والمنـاورة مـن أجـل‬                                                      ‫الديـن»‪ ،‬مـن منطلـق أنهـا تشـكل تحـو ًل مفصل ًيـا‬
‫ارتـكاب أفعـال إرهابيـة‪ ،‬فهـو يعفيهـم مـن شـرط‬                 ‫كانـت تابعـة لنفـوذ تنظيـم «داعـش»‪.‬‬          ‫في مخططـات تنظيـم داعـش الإرهابـي‪ ،‬يـروم‬
‫التكليف المسبق للأمير المزعوم أو من ينوب عنه‪،‬‬           ‫أمـا بخصـوص المغـزى مـن هـذه الفتـوى‪/‬‬               ‫أسا ًسـا إضفـاء الطابـع الشـرعي على العديـد‬
‫وبالتـالي فهـم يتمتعـون بكامـل الحريـة في اختيـار‬       ‫التحريضيـة فهـو اسـتباحة «كل المنقـولات‬             ‫مـن صـور الجريمـة المنظمـة‪ ،‬ويصبـو لتبييـض‬
‫الأهـداف وتحديـد وقـت اسـتهدافها‪ ،‬كمـا أنـه لا‬          ‫والممتلـكات والأطفـال والنسـاء والرجـال الذيـن‬      ‫العائـدات المتحصلـة مـن هـذا النـوع مـن الإجـرام‬
‫يلزمهـم بأيـة تقييـدات فيمـا يتعلـق بالضحايـا‬           ‫يغنمهـم المقاتـل‪ ،‬سـواء عـن طريـق القتـال أو‬
‫أو الأهـداف‪ ،‬بحيـث يمكنهـم سـلب الأمـوال‬                ‫بدونـه‪ ،‬ودونمـا حاجـة إلى اشتراط التكليـف‬               ‫ربطت المديرية العامة‬
‫والممتلـكات والمنقـولات وخطـف الأطفـال والنسـاء‬         ‫المسـبق مـن الإمـام أو مـن ينـوب عنـه‪ ،‬على أن‬             ‫للأمن الوطني مراكز‬
‫وجـواز «اصطيـاد» الأشـخاص عـن طريـق الخـداع‬             ‫تعـود ملكيـة تلـك الأمـوال والأشـخاص خالصـة‬
                                                        ‫للمحتطـب نفسـه‪ ،‬حتـى وإن كان مرتب ًطـا‬                   ‫الحدود بقواعد بيانات‬
    ‫والاسـتدراج مـن غري قتـال أو باسـتعماله‪.‬‬            ‫ببيعـة مـع التنظيـم‪ ،‬إلا مـا تبرع منـه عـن طيـب‬      ‫منظمة الإنتربول وقاعدة‬
‫وهنـا تبرز‪ ،‬بوضـوح أكثر‪ ،‬تجليـات ومخاطـر‬                ‫خاطـر»‪ .‬واللافـت في هـذا البيـان التحريضي هـو‬
‫التقاطع العضوي بين العمل الإرهابي والجريمة‬              ‫تنـازل التنظيـم الإرهابـي عـن (الغنيمـة للغانـم‬           ‫المعطيات الاسمية‬
‫المنظمـة‪ ،‬خصو ًصـا في كل مـا يتصـل بالتحريـض‬            ‫وتخليـه عـن شـرط قسـمة الإمـام)‪ ،‬وهـو مـا‬                  ‫الخاصة بالأشخاص‬
‫على الاختطـاف وأخـذ الرهائـن والمطالبـة بفديـة‬          ‫اعتبرتـه المصالـح الأمنيـة بمثابـة تحفيـز صريـح‬
‫ماليـة لقـاء الإفـراج عنهـم‪ ،‬مثلمـا يقـع بشـكل‬          ‫وتحريـض صـارخ «للذئـاب المنفـردة» على ارتـكاب‬                 ‫المبحوث عنهم‬
‫متواتـر في منطقـة السـاحل وغـرب إفريقيـا جنـوب‬

                                                                                                            ‫‪76‬‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81